21 نوفمبر الموعد الثالث والأخير لانتخاب الرئيس اللبناني وبري والحريري يطالبان المسيحيين بالتوافق على لائحة
«القوات»: النواب لن يغادروا البرلمان إلا برئيس جديد .. وإن بالنصف زائداً واحداًبيروت: ثائر عباس
تقدم اللبنانيون أمس خطوة عملية في اتجاه التوافق في انتخابات الرئاسة عبر طلب اسلامي مشترك من القيادات المسيحية التوافق على مجموعة اسماء يتم الاختيار من بينها. لكن عملية التقدم هذه أخرت للمرة الثالثة موعد جلسة الانتخاب الى 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، اي قبل يومين فقط من انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود، بما يجعل الوضع اللبناني اشبه بلعبة «كرة سلة» ستحسم نتيجتها في اللحظات الاخيرة، وبما يجعل من جلسة 21 الحالي الفرصة الاخيرة للتوافق قبل ذهاب الاكثرية الى خيار الانتخاب بالنصف زائداً واحداً والمعارضة الى خيارات «مواجهة الانقلاب».
وقد اجتمع امس رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة المستقبل سعد الحريري صدر على اثره بيان جاء فيه: «نتمنى على غبطة البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير ان يجمع القادة الموارنة الاساسيين، بهدف التوصل الى وضع لائحة اسماء مرشحين توافقيين لرئاسة الجمهورية ونحن ندعم بقوة هذه المبادرة لنتمكن جميعا من اختيار رئيس توافقي من بينها».
بعدها صدر عن الامانة العامة لمجلس النواب بيان جاء فيه: «لمزيد من التشاور توصلا الى توافق على انتخاب رئيس للجمهورية يشكل رمزا لوحدة الوطن ومنعته، قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجيل الجلسة التي كانت مقررة الاثنين في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الى تمام العاشرة والنصف من يوم الاربعاء الواقع في 21 منه». واكدت مصادر لبنانية لـ «الشرق الاوسط» ان البيان صدر بطلب فرنسي مباشر تقدم به موفد الرئيس الفرنسي جان كلود غيان (الامين العام للرئاسة الفرنسية) الذي زار بيروت اول من امس. وقالت المصادر ان غيان سيعود الى بيروت قريباً لمتابعة المشاورات مع القيادات اللبنانية ومواكبة التحرك الداخلي الذي ستقوم به القيادات المسيحية بدعوة من البطريرك الماروني نصر الله صفير الذي كان يرفض تسمية اي مرشح للرئاسة.
وأتت المبادرة لتقدم له المخرج المناسب للتسمية بمشاركة الأقطاب المسيحيين. وقالت مصادر مطلعة لـ «الشرق الاوسط» ان بري والحريري ينتظران الآن دعوة البطريرك الى لقاء رباعي يضم رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجية عن المعارضة والرئيس السابق امين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع للاجتماع في بكركي سعياً للوصول الى اسم توافقي. واكدت مصادر قريبة من بري لـ «الشرق الاوسط» ان الاخير اصر خلال اللقاء الاول مع الموفد الفرنسي ان التسمية هي مسؤولية البطريرك ونحن الى جانبه، مشيرة الى ان البيان الذي صدر عن بري والحريري «ترجمة لهذه الاقوال».
وقال المعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل لـ «الشرق الاوسط» ان البيان «وضع الحل على السكة». واضاف: «نحن ننتظر ان يتحمل المسيحيون مسؤولياتهم في هذا الموضوع ويلاقوا الرئيس بري والنائب الحريري الى المكان المشترك الذي يوصلنا الى التوافق وينقذ البلاد».
ورأى مسؤول الاتصالات السياسية في «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه النائب عون جبران باسيل ان التأجيل حتى هذا التاريخ يظهر «ان تيار التوافق مسيطر على الوضع لغاية 21 الجاري تاركاً هامشاً ضيقاً جداً لأي مغامرة احادية (الانتخاب بالنصف زائداً واحداً) ما يزال يفكر فيها البعض».
وقال باسيل لـ «الشرق الاوسط» ان الآلية التي يقترحها البيان «تعطي الكلمة الاولى للمسيحيين، وهذه آلية اذا نجحت واحترمت المعايير الديمقراطية يمكن ان توصلنا الى مكان ما».
ورداً على سؤال عن مدى استعداد عون للتخلي عن ترشيحه لصالح التوافق، قال باسيل: «اذا تأمن نصاب الثلثين فان الجنرال (العماد عون) لن يعرقل». واضاف: «نحن اشترطنا ان يكون للرئيس قاعدة شعبية، وهذا من حقنا ولا نستطيع ان نتخلى عن الثقة الشعبية التي اعطينا اياها».
وقال ممثل «القوات اللبنانية» في الحكومة اللبنانية جو سركيس لـ «الشرق الاوسط» ان القوات كانت على علم بالبيان قبل صدوره. مشيراً الى ان قرار التأجيل اعطى فرصة 10 ايام لمحاولة الوصول الى حل». وقال: «نحن منفتحون في هذا المجال وسنرحب بأي دعوة توجه الينا من بكركي (البطريركية المارونية)، لكن من غير الوارد ان تأخذ بكركي دور مجلس النواب في انتخاب الرئيس والبطريرك لن ينجر الى التسمية». واضاف: «نأمل ان تتوافق القيادات المسيحية على مرشح ونذهب الى مجلس النواب لانتخابه».
ورداً على سؤال عن اصرار الاكثرية سابقاً على اعتبار الايام العشرة الاخيرة التي تبدأ الاربعاء المقبل بمثابة الجلسات المفتوحة، قال سركيس: «لن نستبق هذا التاريخ ولن نعقد جلسات قبله دون دعوة من رئيس مجلس النواب. في التاريخ المذكور سيتم انتخاب رئيس جديد نأمل ان يكون بمشاركة الجميع لانه واجبهم. لكن بطبيعة الحال لن يغادر النواب هذا الاجتماع الا وقد انتخبوا رئيساً بأي نصاب كان، اما اذا واجهتنا مشاكل فلدينا يومين اضافيين لانتخاب رئيس».
وفيما اكد مسؤول العلاقات الاعلامية في «حزب الله» حسين رحال لـ «الشرق الاوسط» ان «الحزب سيوافق على اي رئيس تتوافق عليه القيادات المسيحية الرئيسية». قال النائب اكرم شهيب عضو كتلة النائب وليد جنبلاط «ان هناك خلافاً على آليته»، معتبرا انه «اذا كانت لائحة البطريرك ستذهب عند الرئيس بري فهذا يعني انه هو سيختار اسم الرئيس، ما يعني إسقاطاً لدور المجلس النيابي، والغاء لدور الاكثرية، وهذا ما لن نوافق عليه، مشددا على ان تذهب اللائحة اذا وجدت الى المجلس النيابي المخوّل اختيار الرئيس». وقال ان لدى البطريرك صفير اسئلة عديدة قبل تقديم لائحة الاسماء، وابرزها: «هل سيفتح الرئيس بري المجلس النيابي وهل سيدخل الى القاعة مع نوابه؟ هل النظام السوري وافق على هذه الخطوة؟ واكد ان البطريرك لن يسمي الا اذا تأكد له ان المجلس سيفتح ابوابه فعلا، معربا عن اعتقاده أن نيات المعارضة تعطيلية من خلال حديثهم عن الاجماع «اذا ما اجمع المسيحيون». ولفت الى ان قوى 14 آذار مع اي اسم يقدمه البطريرك صفير. وقال: «لن نرضى بأي رئيس ولن نرضى بغير المجلس النيابي لاختيار هذا الرئيس». وعن اجتماع الرئيسين بري والحريري قال: «انا لا ارى ان الحل في هذه اللقاءات».
ملاحظة منقول
الشرق الاوسط
موضوع: انتخاب الرئيس اللبناني 
الأحد نوفمبر 11, 2007 9:38 pm
