تتوسدني أحزانِي كل ليلة
سأنزع نفسي من هذا الصمت والألم
واكتبني امرأة موشومة بالوجع
يبتلعنِي التردد ألف مرة
حينما أريد أن أكتبك / أكتبنِي
فكلِي جنون هو أنت ثم أنت … أنت فقط
أَجدني روحاً متعبة من كثرة الأحزان
أَتناثر على عتبات غيابك شظايا
تذروها رياح الوجع والاشتياق
فتتناثر كل ملامح وتفاصيل حزني
في ليلة تقودني للضياع مع ذكراك
أين أدسنِي وكل ما حولي ينظر إلىّ
وكأنَّنِي أنثى موشومة بكلِك
ويغرقنِي حنينِي بك في لجَّةٍ من الجنون والأحزان والهذيان
هذيانِي بك منذ رأيتك
وعلمت أنه ولد بيننا قدر من رحم الجنون
ليغرقنِي بكلِك ويأسرُنِي
فكانتْ أبجدياتُك تسلبنُِي الآن لأتوحدَ بك
حينما غرسْتَ جنونَك بِي ليرتَعَ بقلبِي
وجدتَنِي أسيرةَ هذيانِك فأمطرَتْ سمائي وجداً وعشقاً
لأنشودةِ عشقي وجنونِي
الآن ...
كلُّ ما حولِي يؤلمنِي بكَ حدَّ البُكاء
الصمتُ يُغرقُ المكانَ حولِي
ولا صوتَ سوى صدى هَمساتِك
التي تُغرقُنِي فيها حدَّ الجنون
سأنتزعُنِي من صمتِي
وأُعلنُنِي أُنثى لا تحترفُ فنَّ الفرح
مثلما يحترفُها البكاءُ والوجعُ
امتدادُ المسافة بين مولدي ومَماتِي
جسرٌ مُعلَّقةٌ فيه كلُّ أمنياتِي الضائعة
مُعلَّقةٌ أنا بكَ حدَّ الوجع والتشظِّي
فِي صدري تنمو أشواكُ الحنين
تنعى كلُّ أبجدياتِي روحي
التي سكنتْ سكونَ الموتى بعدَك
إليه ... من يهمُّهُ ألَمِي
أُناجيكَ بكل أحزاني
ألهذا القدر يروقُ لكَ وجعي..؟!
أكانَ قتلي إحدى أُمنياتِك ..؟!
أم أنه قدرُنا أن نتنفسَ الموتَ أحياءاً
ارتكبتُك عشقاً وارتكبتَنِي جرحاً غائراً في صدري
سأنتزعُك من روحي وكيانِي
كي أُوقِفَ سريانَك فِي دمي
سوف أُوقفُ تغلغُلَك بِمسامي
فكُن بعيداً حتّى تَهدأَ روحي منكَ
لن أقولَ أشتاقُك أَبداً
فأنتَ لم ترحلْ عنِّي ولو بضعَ شهقاتٍ
بل أقولُ أننِي أشتاقُ ارتحالك عن جسدي
انتزاعك من روحي وكيانِي
أشتاقُ هدوءَ روحي بعيداً عن جنونِي بكَ
سأجعلُ طيفَك يرتَحلُ بعيداً عنِّي
لا أُريدُ منكَ حناناً مزيفاً ولا شفقَةً
سترتفعُ ما بينَنا جبالٌ من الكبرياء
يصعبُ على غرورِكَ تسلقُها
مثلما تسلقْتَ مشاعري واخترقْتَ كلَّ حواجزي
ودكَّتْ جيوشُك كلَّ أسواري لتستوطنَنِي في غفلةٍ منِّي
جُرحي منكَ غائرٌ لا يندملُ
تتصاغرُ أمامَهُ كلُّ جراحِ الكون
سوفَ أطرقُ كلَّ أبواب النسيان
لأنتزعَنِي من أحزانِي وأنتزعَك من روحي
يا أنتَ … ما عادَ لك بقلبِي مكانٌ